الحمد لله الذي بيده تتم الصالحات فبعد معاناة مع نقص الماء وانقطاعه المتكرر على ساكنة العويسات (الحيفوف) وبعد شكايات متتالية ونداءات إغاثة وأصوات غاضبة من المتضررين من شح هذه المادة الحيوية، ونظرا لأهمية الماء وضرورته الملحة فقد أضحى موضوع الساعة لا حديث إلا عن مشكل الماء جل النقاشات والمداخلات تصب حوله كما أجريت لقاءات وحوارات على هذا الشأن بالمجموعة الواتسابية أولاد لعويسات إذ توصل كل المتدخلون والمتابعون إلى قناعة بأن الماء هو أساس الحياة ووضعه في قائمة الأولويات، وكان لا بد من حل لهذا المشكل والإنتهاء منه وعليه تم طرح موضوع حفر بئر مستقل كباقي الدواوير المجاورة يغني عن بئر المبادرة الوطنية الذي تديره جمعية فيدرالية فشلت في تسييره وتدبير مياهه ..
لقيت فكرة مبادرة حفر بئر إستحسانا من الجميع كما رحبت بدورها جمعية الشباب المحمدي الممثل المحلي الشرعي بالعويسات بحيث أخدت على عاتقها إخراج المشروع لحيز الوجود مما زاد أملا وتفائلا بالقدرة على تحقيق هذا المطلب الذي تحول إلى حلم جماعي .
وتوصل كل المتدخلون والمتابعون إلى قناعة بأن الماء هو أساس الحياة ووضعه في قائمة الأولويات
إنطلقت حملة جمع التبرعات، وضع لها حساب بنكي فتوالت المساهمات حيث لقيت المبادرة ترحيبا وتفاعلا وتضامنا من كافة شرائح المجتمع المدني من أبناء وبنات العويسات في الداخل وفي الخارج، بدأت تظهر بوادر تحقيق الطموح تعالت الأصوات المنادية بعملية المباشرة في الحفر يقول أحدهم *ماذا ننتظر هاهو المال الكافي قد تم جمعه فلما لا تباشرو بالحفر* والكلام هنا كان موجه للجمعية المكلفة والمسؤولة مما جعلها تعلن الخوض في تجربة الحفر الأولى وذلك بقرب سد السواني لكن وللأسف باءت العملية بالفشل بعد حفر عمق يزيد عن 160 مترا وجد ماء قليل وغير كاف وبالرغم من سخط البعض وغير رضاهم في المقابل فرح البعض بفشل الحفر وأناس رضوا بأمر الله لكن لا إستسلام أما عزيمة وإصرار رجال العويسات تخللتها عراقيل وصعوبات وللأسف العميق مع بني جلدتنا مع من يشاركوننا الهواء والأرض والعرض والنسب لكن إرادة الله فوق كل شيء.
رحبت بدورها جمعية الشباب المحمدي الممثل المحلي الشرعي بالعويسات بحيث أخدت على عاتقها إخراج المشروع لحيز الوجود
تهافت المتطوعون والمتطوعات من أبناء الدوار نفسه بتبرعهم بأملاكهم لنيل رضى الله و لفائدة الدوار ووضعها تحت تصرف الجمعية قانونيا، مما أظهر مزيدا من الأمل والتفاؤل في الوصول للمبتغى تحقيق حلم حفر بأر خاص بالعويسات، واستمر النضال والبحث عن مكان آخر بعيدا عن السد وما يحيطه من مشاكل أخد الأمر نقاشا حادا بين متمسك بالوادي قرب السد وبين من يرى في تغيير المكان خيرا ولحسن الحظ تطوع بعد الإخوة من أبناء العويسات والملقب بالرجل الحكيم بحيث دعى إلى تغيير مكان قد يدخلنا في مشاكل مع جيراننا نحن في غنى عنها وها هي السدرة توكلوا فيها على الله وكأني أشك بوجود الماء هناك.. كان الخوف كل الخوف من تكرار التجربة السابقة كل خطوة محسوبة و مدروسة و أخيرا تم التوصل و الإتفاق على إختيار مكان آخر للحفر بعيدا عن السد ومشاكله، أخد بكلام الحكيم فأجريت الدراسات حول موقع السدرة وتأكد وجود فرش مائية لكن أمر الحفر هذه المرة إعتمد على السرية حتى لا يكتشف المعرقلون وأعداء النجاح هكذا أعمال الخير والتي تعود بالنفع على المجتمع القروي وتنميته..
تطوع بعد الإخوة من أبناء العويسات والملقب بالرجل الحكيم بحيث دعى إلى تغيير مكان قد يدخلنا في مشاكل مع جيراننا نحن في غنى عنها وها هي السدرة توكلوا فيها على الله
وبعد صبر وصمت رهيب والكل على أعصابه يترقب ويتابع كل كبيرة وصغيرة تخص اخبار عملية الحفر كان ذلك ليلة الجمعة صباح السبت وكانت الساعة تشير إلى 01:30 وقتها جاء الخبر السار فقد أنعم الله على العويسات بماء وفير عمت الفرحة أهل العويسات كبيرا وصغيرا وتبادلت التهاني والتبريكات بتحقيق هذا الانجاز العظيم وعاد الأمل للساكنة خصوصا لشدة حاجتها بالإنتفاع بهذه المادة الحيوية والفضل بعد الله تعالى يعود لمكتب جمعية الشباب المحمدي بقيادة المهندس الغوتي بوسنة والساكنة والمهاجرين من أولاد لعويسات وبنات لعويسات وتستمر الرحلة ..
📝 محمد بوسنة
اللهم بارك هنيئا لكم
ردحذف