القصر المهجور (ج:2)








دخلت الفتاة قبل ان تلقي بنظرة خفيفة على محسن الذي كان يبادلها النظرات و عيناه جاحظتان نحوها.


ما ان دخلت و اختفت حتى اخد يدور حول سيارته و في نفسه الف سؤال و سؤال حول السبب الذي جعل اﻻطارات تفرغ من الهواء دفعة واحدة، ضل شاردا يفكر حتى خرجت الفتاة من جديد و معها سيدة يبدو من خﻻل مﻻبسها الكﻻسيكية و شكلها انها من الميسورات.


طلبتا منه ان يصحبهما الى داخل القصر و في هذه اللحظة اقشعر جسم محسن و وقف شعر راسه لكنه حاول ان يتمالك نفسه لكي ﻻ يبدو ضعيفا امامهما و لو انه فكر ان يهرب و يترك سيارة اﻻجرة ورائه.


خلص في اﻻخير الى تلبية طلبهما كيفما كانت العواقب، ففتح الباب من جديد لوحده  فدخلوا جميعا، و كم كانت دهشته كبيرة للمنظر الذي رآه.: حديقة مزركشة بجميع انواع الورود و الزهور، كراسي مصطفة و متناسقة، طاوﻻت مملوئة باشهى الماكوﻻت و المشروبات و الفواكه و الخمور، جمع ﻻ باس به من الحضور من نساء و رجال و حتى اطفال، مﻻبسهم تؤرخ ﻻجيال متعددة حتى ان بعضها يعود الى بداية القرن 20.


كانوا يجتمعون على شكل حلق صغيرة هنا و هناك و هم واقفون و في ايديهم كؤوس من الخمر و مشروبات اخرى،يتحدثون الى بعضهم بلغات مختلفة كالعربية و اﻻنجليزية و الفرنسية و اﻻسبانية و هم يضحكون و يقهقهون. و في لحظة كادت ان تحبس انفاس محسن: التفت الجميع نحوه و هو يمشي ببطء وسط السيدة و الفتاة و عيناه تكادان تخرجان من جفونهما،كانت نظراتهم تخفي ورائها الكثير من الغموض.


بقي محسن مندهشا و شاردا و رجﻻه ﻻ تكادان تحمﻻنه من الخوف، و في لحظة  حل صمت رهيب و اخد الجميع يلتفتون الى بعضهم  البعض حتى كاد يغمى على محسن لوﻻ ان اخدت الفتاة بيده و اتجهت به نحو الباب و كأن امرا رهيبا سيحصل ...


يتبع.....


-------------------------


الروائي : عبداللطيف المؤذن


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.