رواية مشاكيل : زواج الغالية وهجرة عيروض الى الديار الاسبانية ج (5)






....وهاهي الحافلة تدخل المحطة وقف عيروض ببابها يحدق في الركاب ولكن بدون جدوى ثم بدا يترددعليها من حين لاخر لزيارة ابا قدور ولعل يصادف احدا من بلدته ليتفقد اخبار الغالية التي تعيش فرحة مولودها الجديد سعيد فرحان الدي فتح عينيه وسط نور الظلام وبدات تترددعلى مسامعه اصواتا غريبة منها صوت البشر وهو يهنؤه على ميلاده وصياح الديكة وخور الابقار وغثاء الغنم وهي تبارك له .
بعد اسبوع من الفرح للعقيقة مورست فيها جميع الطقوس من دبيحة وحناء وكحل وغناء لكن الغالية تعيش الكئابة اصبحت كلما اشتد شوقها للعيروض تحمل ابنها وتصعد بقطيع الغنم الى هضبة تسمى الطواف لعل تجد ريحه .لكن عيروض كسب علاقات ممتازة مع اصدقائه في العمل ومن بينهم محمد الجبلي من مدينة طنجة دو اصول دكالية من اولاد افرج .
جاءت مناسبة عيد الاضحى وقرر ان يرحل مع صديقه الى طنجة وبالضبط المدينة القديمة زنقة محمد طوريس دار الفرجي .لازالة امه دامي وابيه يعيشان على امل العودة واصبحت دامي تعاني من شلل نصفي .
وجاء موسم الحرث مماجعل سي عيسى يستعين بشاب من البلدة يدعى خلوق ولد العربي الملقب بالوطني لانه كان من اكبر المقاومين ومات تحت رصاص الاحتلال وهو ينادي وطني وطني وطني .باشر خلوق عمله مع سي عيسى وغالبا ما كانت الغالية تساعده في عملية الزرع فتارت انتباهه وبدات نية الزواج بها واضحة رغم انه يصغرها سنا فهمت به وهم بها وبعد مرور ثلاثة سنوات من الحيرة والتفكير ومشاورة مع امها قررت الغالية تبدا حياة جديدة مع خلوق فتم الزواج بينهما تاركة ابنها مع امها محاولة التغلب على نسيان عيروض والدي بدورهةاشتغل بمناء طنجة في ميدان الصيد البحري فقادته الضروف الى بلاد المهجر مع صديقه الجبلي اسبانيا .دون ان يعلم انه ترك ابن بدا طفولته مع جده وجدته وابناء اخواله يعيش حالة اليتم رغم الابوين على قيد الحياة بدا يستوعب تلك الاصوات التي ترددت على مسامعه حين ولادته يعيش دنيا غريبة والاغرب في دالك ابتسامة البراءة كلما نضرت اليه جدته .ودات ليلة ساخنة من ليالي الصيف استيقض الكل على صيحةصراخ يتعالى للسماء صراخ الطفل سعيد فرحان ......





------------------------


الراوي : مصطفى البخاري





إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.