هناك أناس ينصّبون أنفسهم قضاةً على الناس، يذمّونَ هذا ويلعنونَ آخَر، دون أن يغوصوا في الأعماق يا من تطلق العنان للسانك إعلم أن الناسُ بحار فلا تحكُم على أعماقهم وأنت لا ترى إلا شواطئهم.
لو التفتوا هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم قضاةً قليلاً لشخصياتهم لوجدوها فارغة هشّة ومليئة بالعيوب، لم يصلحوا أنفسهم ويصرّوا على تشويه الآخرين، سينكشفون يوماً ما.. لكن حتى ذلك اليوم سيحاولونَ تلميع أنفسهم، وسيفشلون! في النهاية لا محالة.
إياك أن تظن يومًا بأنك تعرف شخصًا ما تمام المعرفة وتتوهّم بأنك مُلِمّ بجوانب شخصيته، ودوافعه، وأفكاره فتُفسِّر أفعاله وتصرفاته من منطلق تصوّرك لا من منطلق حقيقته وتؤطّره في إطار لا يشبهه ولا ينتمي إليه وكُن على يقين بأن: في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه.
لهذا لا تحكم على الناس حسب ظنك، فظنك لا يعني شيئًا أمام حقائقهم، استمع وتدبر، فلا تدري بأي ذنبٍ تلوم غيرك، قد تخنقه وأنت لا تعيّ من الحقيقة شيء !
بقلم : عبداللطيف لشهب